زمان يافنمشاهير

في ذكرى رحيل فريد الأطرش… محمد سلطان: تعرفت على زوجتي في بيت “ملك العود”

يحل اليوم الأربعاء 26 ديسمبر ذكرى وفاة ملك العود فريد الأطرش، والذي يعد واحدا من أهم مطربي زمن الفن الجميل، وترك بصمات واضحة في الموسيقي والغناء العربي، وكان صوت فريد واحدًا من الأصوات القليلة، التي لها شخصية وثقافة في الغناء المتنوعة، ويتميز بصوت قوي، بجانب ذكائه الذي جعل أعماله ما زالت محفورة في وجداننا حتى الآن.

ومن خلال السطور التالية يتحدث الموسيقار الكبير محمد سلطان في تصريحات خاصة عن الجانب الإنساني والفني فى حياة المطرب فريد الأطرش بمناسبة ذكرى وفاته.

قال الموسيقار الكبير محمد سلطان، إن علاقته بالفنان فريد الأطرش قوية جدًا، حيث تعرف عليه في بداياته، مشيرًا إلى أنه كان يذهب له يوميًا لتناول العشاء معه فى منزله، مؤكدًا أن أغلب أحاديثه كانت عن أسمهان، حيث كان يحبها بشدة، ولكن كان لا أحد يقدر أن يتحدث عنها أمامه.

وأشار سلطان إلى أنه تعرف على عدد من الفنانين في منزل فريد الأطرش، ومنهم زوجته فايزة أحمد، حيث أحبها في بيت فريد وتعاونًا معًا كثير حتى تزوجها وأصبحت أما لأولاده، مشيرًا إلى أن فايزة كانت متدينة بدرجة كبيرة، وكانت دائمًا تذكر الله في كل الأوقات، مضيفًا أن وقت وفاة فريد الأطرش كان معه هو وفايزة أحمد.

أما عن وفاة فريد وفايزة وعبد الوهاب، فأكد أنهم أكثر الأشياء التي أثرت فيه ووفاتهم كانت بمثابة قطع أحد الأجزاء من جسده، حيث قال: “أنا لا أتحمل أنا يتركني أحد ويمشي.. فأنا أرتبط بالناس ذهنيًا وعاطفيًا وإنسانيًا.. بحس أنهم قطعوا جزءا من جسمي.. ومرت فترة طويلة حتى تمكنت من الرجوع إلى حياتي الطبيعية”.

ولد فريد الأطرش، في قرية القريّا في جبل العرب جنوب سوريا، لعائلة هي من كبار عائلات الموحدين الدروز عرفت بمقارعتها الاحتلال الفرنسي، والده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته فالأميرة عالية وهي لبنانية، وهو من مواليد 19 أكتوبر لعام 1917م.

وهو موسيقار ومطرب سوري مصري ترك بصمةً واضحةً في الغناء العربي الحديث، عمل أيضًا في التمثيل، هاجر إلى مصر وعمره تسعة أعوام فقط مع والدته وإخوته وبدأ مسيرةً فنيةً ناجحة استمرت لثلاثة عقود سجل فيها أكثر من 500 أغنية وأكثر من 13 فيلمًا.

عرف الأطرش، في الوسط الفني بـ”ملك العود”، وكان مدمنا لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع، وكان معروفًا بعشقه للخيول.

سمحت له والدته بالغناء في المناسبات المدرسية، ما مكّنه من تطوير موهبته حتى شارك في حفلٍ جامعي لتكريم الثورة السورية، لفت أداؤه في هذا الحفل نظر المجتمع الفني، لكنّه أفصح عن هويته الحقيقية كأحد أفراد عائلة الأطرش، مما تسبب بفصله من المدرسة الفرنسية.

تخرّج بعدها من مدرسةٍ أخرى، وسُمح له أن يسجل بمعهد موسيقي، أصبح بعدها تلميذًا لرياض السنباطي الملحّن الشهير، والذي أعجب بعمله الدؤوب ومكّنه من الغناء في إذاعاتٍ خاصة مصرية في الثلاثينيات.

وتمّ تعيين فريد الأطرش كعازفٍ للعود في أوركسترا بعد أن تمّ إغلاق جميع محطات الراديو وأُنشأت محطة واحدة وطنية، ثم أصبح بعدها مغنٍ هناك.

عمل لفترة مع شقيقته اسمهان ولحن لها بعضًا من أغانيها، وكان الفيلم “انتصار الشباب” الذي ظهرا فيه معًا من أوائل أفلامه.

غيّر النجاح السريع، الذي لاقاه الشاب الوسيم نمط حياته، فأصبح يستمتع بالحياة الليلية في المدينة، العلاقات الغرامية، والمراهنة على سباق الأحصنة، وجد فريد نفسه بعد فترةٍ مديونًا، كما تركته والدته التي لم توافق على تصرفاته، ساءت تلك الفترة من حياته أكثر بعد وفاة أخته المطربة الشهيرة أسمهان، ووجد الراحة قليلًا في علاقةٍ مع الراقصة سامية جمال التي بذل من أجلها كل ما يملكه.

نجح في استدانة المال لينتج فيلمًا تشاركه في بطولته عام 1947م، وهو فيلم “حبيب العمر” أخرجه هنري بركات، لاقى هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا وغير متوقع وضع فريد في صف الأشخاص الأثرياء، ثم تبعه فيلم “عفريتة هانم” الذي لعبا بطولته سويًا، ثم انفصل الثنائي غير المتزوج بعد خمسة أفلام بسبب شجارٍ عنيف.

استمر فريد بالعمل مع عدة نجوم آخرين في أفلامٍ ناجحة عديدة، والتي حصل في معظمها على دور المغني العاشق والرومانسي الحزين، وكان اسمه فيها باستمرار، وحيد.

وعلى مدار مسيرة فنية استمرت ثلاثين عامًا، سجل أكثر من 350 أغنية وشارك في 30 فيلمًا، نذكر بعضًا من أغانيه المميزة مثل “الربيع” و”أول همسة”، والموسيقى المميزة “لحن الخلود”، “توتة” و”رقصة جمال”. غنّى أغانٍ أخرى أخف مثل “نورا نورا”، “هلت ليالي” و”جميل جمال”، وبقيت هذه الأغاني على درجة عالية من الشهرة حتى هذه الأيام.

أما أهم الأفلام التي شارك في بطولتها فكانت: “انتصار الشباب” و”لحن الخلود” و”نغم في حياتي”.

توفي فريد الأطرش في عام 1974م، في بيروت إثر العودة من رحلةٍ علاجية إلى لندن، عن عمرٍ يناهز الستين عامًا، تاركًا فيلمًا آخر لم ينتهِ من تصويره.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى