خاضت الدول معارك تاريخية صنعت دول وحطمت الأخرى، وتغيرت مصائر بعض الأمم إلى الأبد، وتناول تلك المعارك في الدراما يطرح تحديًا خاصًا، لم يواجه سوى عدد قليل من صانعي الأفلام بشكل كافٍ، إلا أن هوليوود تعاملت مع تلك الأحداث التاريخية بنوع من التحريف والتغيير أو بصناعة حبكة مختلفة من أجل التشويق بعيدا عن الحقيقة، ويتناول تقريرنا التالي 10 معارك أخطأت هوليوود في تناول أحداثها.

معارك تاريخية حرفتها هوليوود

The Battle Of The Bulge

شهدت معركة الثغرة مقتل عدد أكبر من الأمريكيين من أي معركة أخرى في الحرب العالمية الثانية، إلا أن صناع الأفلام اخترعوا معركة مختلفة تمامًا، لأن الحقيقة لم تكن سينمائية بما فيه الكفاية

في البداية، تخلصوا من غابات آردين الوعرة والمكتظة لصالح لقطات شاملة لبسطات مسطحة بدون أشجار، كما تخلصوا من الضباب الكثيف الذي لعب دورًا محوريًا في الأيام الأولى من المعركة، واللقطات الناتجة للدبابات الألمانية التي تقصف عبر السهول المشمسة لطيفة، ولكن في الواقع كانت هذه التشكيلات المكشوفة ستدمر من الجو على الفور.

في الوقت نفسه، كان السيناريو نفسه غير دقيق لدرجة أن الرئيس الأمريكي الأسبق دوايت أيزنهاور، القائد الأعلى للقوات المتحالفة في وقت المعركة قدم نقد لاذع، مشيرا إلى أن الراوي أخطأ في الأسماء والوحدات، وأن معظم خطوط الحبكة كانت خيالية.

وفي النهاية لم يكن فيلم «Battle of the Bulge» دقيقًا تاريخيًا، حيث أجري صانعو الفيلم العديد من التغييرات على القصة والمواقع والشخصيات لأسباب سينمائية.

300: Rise Of An Empire

في عام 2007، حققت الشركة الصانعة للفيلم نجاحًا كبيرًا، وذلك من خلال تصوير مذهل لمعركة ترموبيلاي، وتم انتقاد الفيلم بسبب عدم دقته التاريخية، بما في ذلك قرار تصوير دولة سبارتا العبودية القمعية بشكل رهيب على أنها نوع من منارة الحرية، ومع ذلك، فإن القصة بأكملها رواها جندي سبارطي، وأصر صانعو الأفلام على أن أي مبالغات كانت من نسج خيال الشخصية.

وفي النهاية برغم نجاح الفيلم إلا أن النقاد وجدوا أن التصوير غير دقيق لمعركة ماراثون ومعركة سلاميس.

 Inchon

هو على الأرجح أسوأ فيلم حرب تم صنعه على الإطلاق، وصفه النقاد بأنه “غير كفء بشكل مذهل”، وتضمن الفيلم لقطات محببة وطائرات مقاتلة نموذجية مرئية مثبتة بخيوط.

ومن الصعب التأكد مما إذا كانت معظم أحداث الفيلم غير دقيقة، لأنه من المستحيل معرفة ما يفترض أن يحدث، قطعة كبيرة منه مجرد لقطات بدون سياق لجنود كوريا الشمالية وهم يطلقون النار من رشاشات على المدنيين. معركة إنشون نفسها لم تعط إلا 15 دقيقة، معظمها خيال محض. على الرغم من التكلفة، تبدو مشاهد المعركة رخيصة، حيث يلقي الكومبارس بأنفسهم على الأرض قبل حدوث الانفجارات بالفعل.

Top 10.. أفلام مبنية على قصص اختفاء حقيقية

أفلام هوليوود والمعارك التاريخية

Kingdom Of Heaven

هو فيلم ملحمي يتناول موضوع الحروب الصليبية، وتدور أحداث النصف الأول من الفيلم خلال هدنة بين الملك بلدوين الرابع ملك القدس والحاكم صلاح الدين الأيوبي.

وتناول موضوع الحروب الصليبية، لكنه لا يقدم تصويرًا دقيقًا تاريخًا لهذه الأحداث، ففي الواقع، لم يكن الملك بلدوين الرابع ولا صلاح الدين الأيوبي ولا باليان إبلين الأشخاص الذين صورهم الفيلم.

Lone Survivor

فيلم يحكي قصة أربعة أعضاء من فريق SEAL Team 10 تم إرسالهم إلى جبال أفغانستان لمراقبة متعاطف مع طالبان يدعى أحمد شاه، تم اكتشاف الفريق بالصدفة من قبل ثلاثة رعاة، يفترض أنهم أبلغوا طالبان بوجودهم، هاجم ما يقرب من 50 مقاتلاً من طالبان الفريق، مما أدى إلى معركة استمرت ثلاث ساعات على جانب جبل.

المعركة النارية في ذروة الفيلم هي نهاية هوليوودية نموذجية ، وهي علامة جيدة على أنها لم تحدث بالفعل، وتم نقل أحد أبطال العمل إلى قرية باشتونية ورعاه رجل يدعى غلام. كما تم اكتشافه من قبل طالبان الذين كسروا يديه، لكنهم لم يحاولوا قطع رأسه قبل أن يطردهم القرويون. لم يهاجم رجال شاه القرية ولم يُقتل غلام بالرصاص – كانت عملية الإنقاذ هادئة للغاية لدرجة أن الجنود الأمريكيين شربوا الشاي مع القرويين قبل نقل المصاب بواسطة طائرة هليكوبتر. أما شاه فلم يمت إلا بعد ثلاث سنوات.

Enemy At The Gates

كانت الأفلام عن الجبهة الشرقية في الحرب العالمية الثانية نادرة، لذلك من المؤسف أن ملحمة ستالينجراد لم يبذل فيها أي جهد في الدقة التاريخية، ولم يمكن للفيلم حتى الحصول على الخرائط الأساسية بشكل صحيح ، حيث يبدأ بصورة تصور سويسرا وتركيا كـفتوحات ألمانية.

في الوقت نفسه، يبدو أن صانعي الأفلام قلقون من أن الاعتراف بالمساهمة السوفيتية الضخمة في الفوز بالحرب قد يصور الشيوعية أيضًا في ضوء إيجابي. نتيجة لذلك ، يصور الفيلم الأفراد السوفييت كأبطال ولكن لا يفوت فرصة لجعل مجهود الحرب السوفيتي ككل يبدو قاسياً وغير كفء، حتى عندما لا تدعم الأحداث الفعلية ذلك.

والمؤامرة الرئيسية للفيلم تدور حول مبارزة بين زايتسيف وقناص ألماني يدعى الرائد إروين كونيج. لم يتم العثور على مثل هذا القناص الألماني في السجلات ويعتقد معظم المؤرخين أن السوفيات اخترعوه ببساطة لزيادة قيمة دعاية زايتسيف،  وبالتالي هو يعتبر فيلم ترفيهي ولكن لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد كمصدر للتاريخ.

Lawrence Of Arabia

واحد من أعظم الأفلام على الإطلاق ، لكن هذا لا يعني أنه لا يتخذ بعض الحريات مع الحقيقة، وتركز الكثير من أحداث الفيلم على غارة حاسمة على ميناء العقبة على البحر الأحمر. كان الميناء محميًا من الهجوم على طول الساحل ، لكن لورانس وضع خطة لاقتحام حفلة صغيرة عبر صحراء النفوذ ، مما يسمح لهم بمهاجمة العقبة من الداخل. أصاب الفيلم الهدف من هذا الجانب ، لكنه واجه صعوبات مع التفاصيل المتبقية.

يصور الفيلم صحراء النفوذ على أنها بحر رائع من الكثبان الرملية الذهبية، و في الواقع  كانت معظم المناطق التي عبرها لورانس عبارة عن سهول حصوية على طول الطريق.

وفي النهاية نجد أن فيلم Lawrence of Arabia فيلم ترفيهي، لكن لا ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد كمصدر للتاريخ، ويأخذ الفيلم بعض الحريات مع الحقيقة، خاصة فيما يتعلق بتفاصيل غارة العقبة.

Gettysburg

عندما أصدر الفيلم مقتبسًا من رواية Michael Shaara الحائزة على جائزة  Pulitzer، تباهوا بأن الفيلم “تم التحقق منه بدقة حتى الأحذية”، لكن هذا لا يعني أنه لم يكن هناك سوى عدد قليل من التفاصيل البسيطة التي يمكن للمؤرخين التدقيق فيها.

بالنسبة للمبتدئين، كان معظم الكومبارس في مشاهد المعركة من هواة إعادة تمثيل الحرب الأهلية، والزي الرسمي كان نظيفًا جدًا لتمثيل القوات الممزقة في غيتيسبيرغ بدقة. ربما كان العديد من أعضاء إعادة التمثيل ذوي تغذية جيدة للغاية لتصوير جنود الكونفدرالية الذين ساروا للتو مئات الأميال، في مرحلة ما، يصافح الجنرال لي يد جندي يتمتع بلون تان واضح من ساعة يد.

من أجل التأثير الدرامي ، تم تغيير أحداث المعركة في الوقت المناسب، وتم تخفيف حدة توتر شحنة بيكيت إلى حد ما إذا لاحظت خناجر المطاط تتلوى حولها. يمكن رؤية مدفع الكونفدرالية ينفجر ، لكن الجنوبيين في الواقع لم يفقدوا مدفعًا واحدًا في المعركة، وتم تصوير الجنرال كيمبر وهو يموت متأثرا بجرح قاتل ، قبل 32 عامًا من وفاته الفعلية في عام 1895.

وفي النهاية نجد أن فيلم Gettysburg فيلم جيد، لكنه ليس دقيقًا تمامًا من الناحية التاريخية. قام صانعو الأفلام ببعض التغييرات على أحداث المعركة من أجل التأثير الدرامي ، كما أنهم قاموا بتخفيف بعض مشاهد العنف للحفاظ على تقييمهم.

The Alamo

حاول صانعو فيلم The Alamo الصادر عام 1960 ترويج الفيلم باعتباره تصويرًا دقيقًا للمعركة الحقيقية، وزعم مخرج ومنتج وبطل الفيلم جون واين أن المجموعات كانت مستندة إلى “المخططات الأصلية، ولكن لا توجد مثل هذه المخططات وكانت المجموعات غير الدقيقة إلى حد كبير.

ووصفه المؤرخون بأنه يحتوي على “لا كلمة ولا حرف ولا زي ولا حدث يتوافق مع الواقع التاريخي بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن حتى الحصول على الجغرافيا بشكل صحيح.

لكن واين أراد أن يكون الفيلم بمثابة استعارة للحرب الباردة ، حيث يقاتل الأمريكيون الوطنيون ديكتاتورية شريرة ، وهو ما نجح بشكل أفضل إذا تركت الظروف الفعلية لثورة تكساس غامضة.

The Patriot

تُظهر قصة فيلم The Patriot كيف تواجه هوليوود صعوبات في فهم الفروق الدقيقة للتاريخ الحقيقي، كان من المفترض أن يكون الفيلم عن Francis Marion، مقاتل من حرب العصابات في مستنقعات ساوث كارولينا خلال الحرب الثورية.

كما أنه لم يكن لديه أطفال، لكن كاتب السيناريو أراد أن يصور الفيلم “المسؤوليات المتضاربة للمبدأ والأبوة”. لذلك تم تغيير اسم الشخصية إلى Benjamin Martin وجعلها مركبة من خمس شخصيات تاريخية على الأقل.

ولم يكن البريطانيون سعداء بتصوير أسلافهم على أنهم نازيون، ولذلك قاموا بتصحيح مفرط ، ونشرت العديد من الصحف البريطانية مقالات تدعي أن ماريون كان مغتصبًا كان “يصطاد الهنود من أجل المتعة”.

ومن المفارقات أن فرانسيس ماريون الحقيقي لا يبدو أنه يحمل الكثير من الكراهية تجاه البريطانيين ، حيث قام لاحقًا بحملة ضد معاقبة الأمريكيين الذين قاتلوا من أجلهم، كما أن المعركة النهائية في الفيلم ليس لها اسم وهي خيالية في الغالب

وفي النهاية نجد أن فيلم The Patriot فيلم ترفيهي ، لكنه ليس دقيقًا تاريخيًا على الإطلاق، وقام صانعو الأفلام ببعض التغييرات الكبيرة على أحداث الحرب الثورية الأمريكية من أجل التأثير الدرامي ، كما قاموا بتحويل العديد من الشخصيات التاريخية إلى شخصيات خيالية.