عربى

قصة.. زوجة الأخ الماكرة

كان في قديم الزمان بنت جائعة طلبت من أمها أن تعطيها خبزا لتأكله ولكن الأم اعتذرت لأنها كانت تمشط شعرها و طلبت من إبنتها الإنتظار قليلا حتى تنتهي وتغسل يديها ثم تعطيها طعامها لكن البنت كانت عنيدة و لا تريد الإنتظار.

 فهددت البنت أمها بأن تفتح باب القفص لكل الطيور التي اصطادها زوج أمها اعتقدت الأم أن ابنتها تمزح بكلامها هذا فقالت لها حاولي إذا فتحت باب القفص و طارت كل الطيور التي كانت بداخلهاصعقت الأم لتصرف ابنتها يا إلهي ستتعرض للقتل من طرف زوجها.. ماذا تفعل.

جمعت الأم كل حاجتها وهربت مع ابنتها وهي لا تدري أين ستذهب، استمرت في المشي والبحث عن مكان يأويها هي و ابنتها وجنينها الذي في بطنها فأدركها الليل إلى أن وصلت إلى غابة موحشة.

 فصعدت فوق شجرة لتقضي ليلتها هناك إلى أن تشرق الشمس وتواصل بحثها بقيت هذه الأم فوق الشجرة مع ابنتها فجاءت الوحوش إلى وكرها بعد قضاء يوم كامل بحثا عن الطعام دون جدوى إنتبهت الوحوش لوجود آدميين فوق الشجرة وأرادت أن تحصل عليهم كطعام لها.

 أرسل الأسد ملك الغابة النملة و قال لها حاولي لسع الأم فتسقط ونأكلها ثم نحاول إسقاط الفتاة صعدت النملة وبدأت تمشي ببطء إلى أن وصلت فوق الشجرة لكن الفتاة انتبهت لها فسحقتها بيدها فماټت.

 انتظرت الوحوش سقوط الأم و لكن دون جدوى فما كان لها سوى أن ترسل نملة أخرى و لكن الفتاة انتبهت أيضا فسحقتها كما فعلت بالأولى فهمت الوحوش أن الفتاة هي التي تقضي على النمل.

 فقال الأسد حسنا إن النملة مخلوق ضعيف ويقضى عليه بسهولة إذن سنرسل الحيةأرسل الأسد الحية وأوصاها بأن تغير طريقها بحيث لا تنتبه لها الفتاة.

صعدت الحية بهدوء إلى أن وصلت إلى الأم وهي نائمة و لا تشعر بشيئ فلدغتها لدغة مميتة لم تشعر الفتاة إلا ووالدتها تسقط على الأرض سقطت الأم و جنينها على الأرض وكانت وجبة طعام للوحوش بدأت الوحوش تقسم وجبتها فيما بينها .

و لكن الأرنبة كانت حكيمة وفطنت فقالت أنا لا أريد أن آكل اليوم لأني متعبة و لكني أريد أن تكون البطن هي حصتي حصلت الأرنبة على البطن و انتظرت دخول الوحوش إلى أوكارها ففتحتها و أنقذت الجنين من المۏت فنادت على الفتاة و قالت لها انزلي أيتها الفتاة المسكينة وخذي أخاك إنه بخير ولكن يجب أن تهربي به بعيدا حتى لا تنتبه الوحوش فتتبعك.

نزلت الفتاة و لفت أخوها في خمار لها و انطلقت تبحث عن مكان يحميها من خطړ الوحوش واصلت الفتاة سيرها إلى أن أشرقت الشمس وصلت إلى حي سكني.

و دخلت بين البيوت فوجدت امرأة تكنس أمام بيتها طلبت الفتاة من هذه المرأة أن تقوم هي بالكنس على أن ترضع المرأة أخاها الصغير فوافقت المرأة و أرضعت الصغير و قامت الفتاة بالكنس .

و عندما انتهت أخذت أخاها وانطلقت تبحث عمن يساعدها أيضا فوجدت امرأة تخبز خبزا فطلبت منها أن تقوم هي بالخبز على أن ترضع المرأة أخاها ففعلت المرأة و خبزت الفتاة الخبز ثم انطلقت تحمل أخاها و تبحث أيضا عن مساعدة هكذا قضت الفتاة حياتها و مرت الأيام و كبر أخاها في بيت صغير متواضع تعيش الفتاة مع أخيها الفتاة تفكر في تزويجه

خطبت له فتاة و تزوج وأصبحت العائلة تتكون من ثلاثة أفراد، ولكن هذه الزوجة ليست طيبة و هي لا تريد أن يعيش معها طرف ثالث فقررت التخلص من الفتاة.

ذات يوم أحضرت هذه المرأة بيضة ثعبان وأخفتها و طلبت من الفتاة أن تأكل معها في طبق واحد ولأن الفتاة طيبة ظنت أن زوجة أخاها تريد أن تأكل معها حبا فيها ولما جلستا لتأكلا معا تظاهرت زوجة الأخ أنها نسيت إحضار الماء فطلبت من الفتاة إحضاره.

 فلما ذهبت الفتاة لإحضار الماء دست زوجة أخيها بيضة الثعبان في الأكل من الناحية التي تأكل منها الفتاة فلما عادت الفتاة تراهنت معها زوجة أخيها أيهما تأكل أول لقمة و تبتلعها دون مضغها فقالت لها الفتاة هذا أمر سهل انظري ففعلت دون أن تشعر أنها ابتلعت بيضة ثعبان

ومرت الأيام و بدأ بطن الفتاة في النمو لأن بيضة الثعبان فقست داخل معدتها و خرج منها ثعبان صغير و بدأ ينمو في أحشاءها و كأنها حامل لاحظت زوجة أخيها الأمر و هذا فعلا ما كانت تريده و ذهبت مسرعة تخبر زوجها بما لاحظته في أخته و اتهمتها أنها غير طاهرة و أنها قد دنست شرفها فما كان للأخ إلا أن طرد أخته من البيت متهما إياها بالفاحشة بقيت تمشي و تبكي إلى أن وصلت إلى غابة موحشة و بقيت جالسة على صخرة ولا تدري ما مصيرها و لحسن حظها مر من هناك رجل صالح فرآها اقترب منها و سألها من أنت و ماذا تفعلين هنا.

فقصت عليه قصتها فأشفق عليها و طلب منها الذهاب معه إلى بيته و لكنها رفضت لم ترد الذهاب معه لأنها لا تعرفه و لا توجد أي صلة بينها و بينه و لكنه عاهدها أن يحفظها.

 فذهبت معه أراد هذا الرجل الصالح أن يخلصها من هذا الثعبان الذي في بطنها و لكنه لا يدري كيف يفعل للتخلص منه فسأل شيخا كبيرا له خبرة في الحياة فدله على الطريقة.

 قال له أحضر لحما وضع عليه الكثير من الملح و قم بشواءه وأعطه للفتاة لتأكله ويجب عليها أن تصبر على ملوحته ولا تشرب الماء أبدا لأن الثعبان سوف يأكل منه أيضا ثم اجعل رجليها مربوطتان إلى السقف و اجعل رأسها إلى الأسفل وهيأ صحنا به ماءا و اجعله على الأرض أسفل رأسها و حاول تحريك الماء ليصدر صوتا فيسمعه الثعبان فيحاول الخروج من فمها ليشرب فإذا خرج اضربه على رأسه بفأس وهكذا تتخلص منه.

 فعل الرجل الصالح كل ما قاله الشيخ و قتل الثعبان وكان يريد أن يرميه و لكن الفتاة بعدما أفاقت من الإغماء الذي أصابها من هذه التجربة الصعبة طلبت منه أن يتركه لها لأنها تريد الاحتفاظ به لغاية في نفسها فاحتفظت به بعدما وضعت عليه الكثير من الملح لكي لا يتعفن

طلب هذا الرجل الصالح من الفتاة أن تتزوج منه فوافقت لتعيش بشرف و عفة تزوجا و أنجبا أولادا و أصبحت الفتاة أما و عاشوا حياة سعيدة و ذات يوم طلبت من زوجها أن تزور أخاها .

فاستغرب زوجها من طلبها و قال لها هل تزورينه بعد الذي فعله معك فقالت له إنه أخي و أنا ربيته و لا يمكنني نسيانه فوافق الرجل على طلبها اتفقت المرأة مع أولادها على خطة لكي تبرئ نفسها أمام أخيها و هي أن يطلبوا منها أن تقص عليهم قصة عندما يذهبون إلى بيت خالهم و بدأت تستعد للذهاب هي و أولادها و لم تنس الثعبان الذي احتفظت به لسنوات.

انطلقوا إلى بيت أخيها و لما وصلوا رحبوا بهم أهل البيت و أكرموهم و كأن شيئا لم يكن في الليل و قبل أن ينام الأولاد طلبوا من والدتهم كما كان الإتفاق أن تروي لهم حكاية قبل النوم و

تظاهرت الأم بعدم معرفتها للحكايات حتى لا تنكشف خطتها و قالت لهم أنا لا أعرف أي حكاية اطلبوا من خالكم ربما تكون لديه حكاية يرويها لكم، ولكن الأخ اعتذر و قال و من أين لي أن أعرف حكايات لأرويها.

وفي هذه اللحظات قررت الأم أن تنفذ خطتها فقالت لهم الآن تذكرت حكاية جميلة سأرويها لكم فبدأت تروي قصة كان في قديم الزمان بنت كانت جائعة طلبت من أمها طعاما و لم تلبي أمها طلبها في الحين.

 فأطلقت البنت سراح كل الطيور التي اصطادها زوج أمها إنها قصة حياتها إلى أن وصلت و تخلصت المرأة من الثعبان الذي كان بداخلها و كأنه جنين والذي كان سببا في طردها من البيت من طرف أخيها متهما إياها بالفاحشة ولكن هذه المرأة احتفظت بالثعبان و ها هو الثعبان معي فأخرجته من متاعها لتظهر به براءتها فهمت زوجة أخيها ماذا تعني.

 وأحست بالخجل و لم تدر ماذا تفعل أما أخاها فقد ندم ندما شديداً لأنه لم يتحقق من الأمر و في هذه اللحظات حدث أمر عجيب فقد انشقت الأرض وابتلعت زوجة أخيها و كانت ستبتلع أخاها و لكنها مسكته من شعره وأنقذته من الهلاك و هكذا كانت نهاية زوجة الأخ الماكرة.

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى