منوعات

اعترافات جريئة: غشاء البكارة “المزيف”

كنت في العشرين، وهو زميلي في الجامعة، لكنه في كلية عملية، تربيت على الطاعة العمياء: ركوب الدراجة ممنوع.. اللهو البريء ممنوع.. روايات «إحسان» خطر.. وكتب «نوال السعداوي» فضيحة!.

كنت أحافظ على «الأمانة» في صمت، أمي تروي لي عن «جرائم الشرف» المرعبة.. وأنا أسأل دائما: أليس للرجل شرف؟.

كانت بداخلي رغبة مكبوتة في «العصيان».. أقمعها بأدب، وأحلم بالرغبات المحرمة.. في سن المراهقة أدمنت «الشيكولاتة».. والأفلام الرومانسية.. مارست أنوثتي بـ«شهوة الأكل».. إنها الشهوة المباحة.

اعتدت الصمت.. حتى التقيته في الجامعه، كان يخطب على أحد منابر الجامعة.. وأنا أبحث عمن أصدقه: «العالم العربي فقد (عذريته).. تحول لفراش لزن المحارم.. حين احتلته القواعد العسكرية- الأمريكية».

لم أفهم كلامه لكن جذبني ربطه للسياسة بالجنس. جذبتني معاني الاغتصاب والبكارة المجازية، فقررت أن أتجرأ وأسأله عن: «شرف الرجل».. أجاب ببساطة: شرف الرجل «ورقة بنكنوت»!. لم أفهم فقلت له: لقد عشت مثل «عصفور الزينة» أعتني بريشي، وأخفي فتنتي.. انتظارا لصاحب الوديعة.. لكنني أرى الرجل دائمًا مكللا بالخطيئة.. يروي أساطير فحولته.

سخر مني وهو يقول: هل لا يزال في العالم «بنت ساذجة»، وأضاف «شرف الرجل» ليس في نصفه الأسفل.. إنه في الضمير والوجدان.

الرجل لا يحمل.. لا يفقد شرفه بالزني.. الرجل يتجرد من شرفه إذا تقاضى رشوة.. أو باع وطنه.. أو تستر على جريمة شرف!.

هكذا توطدت علاقتنا، أصبحت أفكر بعقله، وأتحرك حسب الخريطة التي يرسمها لى، كنت أخاف منه وعليه، وأعصى الجميع من أجله.. وكنت أتساءل دائمًا: «هل سيقول إنني فتاة منحلة؟».

 

 


انضم إلى “شات كل النجوم” وبدون تسجيل

 

 

وكنت واثقة أنني خسرته حين استسلمت أناملي بين كفه!.

كان حبيبي مغتربا يعيش مع صديق له في شقة مفروشة، ومع الوقت أصبح لي مفتاح، أقنعني بأن الزواج «إيجاب وقبول»، وأننا لسنا بحاجة حتى لورقة «زواج عرفي».. وكنت مستلبة تمامًا، وأنا أمارس دور «الزوجة» فأذهب لأطهو الطعام وأرتب فراشه وملابسه، وهو يذاكر «الماجيستير».. وكان حريصًا على ألا نقع في مشكلة: «الحمل مؤجل»، كنت موقنة أنه سيتزوجني، وأنه آخر من يخدع أو يكذب.. وذات يوم ذهبت إلى منزله كما اعتدت فلم أجد إلا صديقه.

بكلمات مختصرة أخبرني بأن «حبيبي وزوجي» سافر بعد أن جاءته منحة دراسية، ولا يدرى إلى أي بلد أو متى يعود، وبالطبع قال بكل بجاحة «أنا موجود».. تحرش بي وأنا كمن فقد النطق لم أصرخ أو أبكي.. أحسست ساعتها أننى «رخيصة»، وأن «الحب» أكبر أكذوبة عرفتها، وأن عرضي مستباح مثل أي عاهرة، وأنني فقدت على نفس الفراش براءتي وكرامتي.

عشر سنوات مرت وأنا تائهة، أسرتي تلح على بالزواج، وأكثر من شاب مناسب يتقدم لخطبتي وأنا حائرة: هل أصارحه بأني فقدت عذريتي مع أول قصة حب؟.. أم ألجأ لترقيع غشاء البكارة الذي يحلله بعض العلماء؟.

أنا متعبة جدًا.. لقد خنت أهلي ونفسي، وكل ما آمنت به من أجل شاب مستهتر، علمت فيما بعد أنه تزوج من أجنبية وأنجب وهاجر إلى الأبد.. بعدما كنت أنتظره ليحقق وعده لى!.

نعم أنا مذنبة.. لكني لا أستطيع أن أبوح بذنبي لأحد.. هل هناك من يقبلنى كما أنا؟!.

عزيزتى: أنا أتألم مثلك تمامًا من مجتمع يبرر «خطايا» الرجل، بل أحيانا يكافئه عليها!.. مجتمع يعتبر «شرف المرأة» ملك الأب أو الأخ أو الزوج، ولأي واحد منهم قتلها دون «دية» ولو لمجرد «الشك» في سلوكها!.

مجتمع يذبح «الضحية» ولا يعاقب «المجرم» الذي سرق عفتها وانتهك بكارتها، ورغم ذلك فهذا لا يعفيكِ من «الذنب».. ولن أجلدك بالكلمات بعدما اعترفت بذنبك.. المهم أنني عرضت مشكلتك على الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن، فقال لي إن «الفقهاء المعاصرين» انقسموا بين رأين، الأول: يحلل ترقيع غشاء البكارة من باب «الستر»، والثاني: يعتبره «تدليس».

هذا رأى الدين، ولك كامل الحرية بالأخذ بأحد الرأيين، أما إن شئت رأيي الخاص، فأنا أعتبر أن الزواج يقوم على الصراحة والمكاشفة وليس على الخداع، وأن عمليات الترقيع هي عملية «نصب» على الزوج القادم، وإهدار لشرفه.

أعلم -يا عزيزتى- أن المجتمع لا يتسامح مع حالة مثلك، وأنه في حال مصارحتك لأي «عريس» متقدم لخطبتك قد يهجرك ومن المحتمل أن يفضحك.. لكني لا أستطيع أن أغالط نفسى أو أخدعك!.

أيا ما كان رد الفعل، لابد من مكاشفة الزوج المحتمل بحقيقة وضعك، بدلا من الغش والخداع، رغم أن البعض ممن عاشوا تجربتك قد انجرفوا إلى الانحراف، إلا أنك صبرت على أمل استكمال حياتك بصورة شريفة.

أنت من لوث ريش «عصفور الزينة»، ومن جعله مكسور الجناح لا يمكنه التحليق ليحلم بالمستقبل.. أنت من خدعتك «شعارات كاذبة»، وأهديت مشاعرك وسنوات عمرك للرجل الخطأ، قد يكون تزوج بأجنبية عاشرت رجالا من قبله.. فإذا اعتبرنا أنك المسؤولة- كما تقرين بذلك- فلا بأس من أن تصدمك بعض المواقف.. إلى أن تلتقى بإنسان يداوى جرحك ويثمن قيمة «الستر» ويضمك إلى عصمته.. ساعتها فقط ستقدرين قيمة «الصراحة» وتنتهى حالة الحيرة والإحساس بالذنب التي تعانين منها.

 

 

 


انضم إلى “شات كل النجوم” وبدون تسجيل

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى