ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء اليوم ليسجل 41.66 جنيهاً.. والريال السعودي بـ11.11 جنيهاً
شهد سعر الدولار بالسوق السوداء اليوم ، الثلاثاء، ارتفاعاً ملحوظاً ليسجل نحو 41.66 جنيهاً وذلك بعدما استقر خلال الأيام القليلة الماضية ، وارتفع على أثره سعر الريال السعودي بالسوق السوداء ليسجل 11.11 جنيهاً.
ويعود سبب هذا الارتفاع الملحوظ لزيادة معدل الطلب على شراءهم ، وتحديداً الدولار وذلك بعدما قرر البنك المركزي وقف التعاملات على بطاقات الخصم المباشر خارج مصر.
فقد قررت البنوك العاملة في مصر وقف التعاملات على بطاقات الخصم المباشر خارج مصر، ومنها العربي الأفريقي، والأهلي، ومصر، والتجاري الدولي، والقاهرة، وذلك بناءً على تعليمات صادرة من البنك المركزي بإغلاق كافة بطاقات الخصم بكافة أنواعها دون استثناء.
وقد جاء قرار المركزي بإيقاف بطاقات الخضم المباشر جاء بسبب ضبط مواطن مصري قادم من دولة الامارات العربية، وبحوزته 117 بطاقة خصم مباشر لأشخاص اخرين داخل مصر ومشغولات ذهبية وهواتف محمولة، بالاضافة الى استنفاذ 55 مليون دولار في يوم واحد في نهاية العام الماضي؛ وبما يدعم ويعزز قيام الدولة باتخاذ إجراءات استثنائية تلائم الظرف الاستثنائي الذي يواجهه الاقتصاد المصري في تلك الفترة شديدة الصعوبة.
ويزيد سعر صرف الدولار في السوق الموازية عن السعر المتداول في البنوك بنحو 11 جنيهاً، حيث يتداول متوسط سعر الدولار بالبنوك بين 30.84 جنيه للشراء و30.94 جنيه .
أسباب ارتفاع دولار السوق السوداء في مصر ؟
ارتفع سعر الدولار بالسوق السوداء في مصر بشكل ملحوظ الفترة الراهنة نتيجة عدة أسباب أهمها :
1 – إيقاف بطاقات الخصم المباشر بجانب إعلان وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية ، خلال الأيام القليلة الماضية تخفيض التصنيف الائتماني لمصر من B3 إلى Caa1، مع نظرة مستقبلية مستقرة ، إذ أرجعت الوكالة قرار خفض التصنيف إلى تراجع قدرة البلاد على تحمل الديون، مع استمرار نقص النقد الأجنبي في مواجهة زيادة مدفوعات خدمة الدين العام الخارجي خلال العامين المقبلين، علماً بأن عملية تغطية خدمة الدين من خلال الاحتياطيات الحالية البالغة نحو 27 مليار دولار قد تضعف بشكل كبيرة خلال العامين المقبلين خاصة في غياب تدابير لتعزيز احتياطي النقد الأجنبي.
ولم يتوقف الأمر على ذلك ، بل أعلنت وكالة موديز لخدمات المستثمرين تصنيف الودائع المصرفية طويلة الأجل في خمسة بنوك مصرية وهي البنك الأهلي المصري، وبنك مصر وبنك القاهرة والبنك التجاري الدولي إلى CAA1 من B2 إلى B3 ، الأمر الذي تسبب في إرباك السوق السوداء للدولار في مصر.
2- ارتفاع العقود الآجلة للجنيه المصري غير القابلة للتسليم أمام الدولار الأمريكي خلال الساعات القليلة الماضية لرقم قياسي جديد وصل لـ45 أمام الجنيه ، وذلك بالتزامن مع تأجيل مراجعة البرنامج التمويلي لمصر من قبل صندوق النقد الدولي، بجانب قيام بنك مورغان ستانلي الأمريكي بتخفيض تقييمه لأدوات الدين الحكومية لمصر من “موقف محايد” إلى “عدم التفضيل” .
وجدير بالذكر أن تكُلفة الديون الدولارية لمصر خلال هذا العام زادت بشكل كبير بما ساعد في تراجع الديون الدولارية لمصر بحوالي 11%، وهو أداء يعتبر الأسوأ بين جميع الأسواق الناشئة، وتحديداً بعد بوليفيا والإكوادور، وفقاً لبيانات ” بلومبرغ ” ، وأغلب سنداتها دخلت في منطقة ” التعثر” ، حيث بلغت العوائد الإضافية التي طالب بها المستثمرون لشراء سنداتها الدولارية مقارنة بالسندات الخزانة الأمريكية 1176 نقطة .
3- تراجع تحويلات المصريين العاملين في الخارج خلال العام المالي 2022-2023، بنسبة 30.8% على أساس سنوي، إذ تراجعت تحويلات المصريين العاملين في الخارج خلال العام المالي الماضي، إلى 22.1 مليار دولار، مقابل 31.9 مليار دولار في العام المالي السابق.
سعر الصرف المرن للجنية وراء انتعاش السوق السوداء للدولار
وقد أدى عودة مصر إلى اتباع سعر صرف مرن في مارس 2022 إلى هبوط حاد في سعر الجنيه، وهو ما أسهم في ارتفاع سعر الدولار في مقابله بنحو 96% خلال عام ونصف، ليقفز متوسط سعره في البنوك من 15.76 جنيه في 20 مارس قبل الماضي إلى أعلى من 30 جنيها حاليا.
وعلى مدار 19 شهرا تواجه مصر ضغوط من تراجع تدفقات النقد الأجنبي بسبب التبعات السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد خروج 22 مليار دولار خلال العام الماضي.
ارتفاع سعر الدولار بالسوق السوداء يرفع سعر الذهب في مصر
والحقيقة ان ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء اليوم ليصل لـ 41.66 جنيهاً، دفع تجار الذهب لرفع أسعار الذهب ليسجل نحو 2340 لعيار ، ومن ثم رفع قيمة دولار الصاغة ليصل لـ44.5جنيهاً ، وذلك على ضوء الارتفاع أسعار الذهب العالمية والتي ارتفعت لتصل لـ1924 دولاراً للأوقية .
توقعات سعر الدولار في السوق السوداء الفترة المقبلة
تشير التوقعات لمزيد من الإرتفاع في قيمة الدولار بالسوق السوداء خلال الفترة المقبلة ، لاسيما في ظل التصنيفات الإئتمانية السلبية لمصر من قبل وكالة موديز ومصرف مورجان ستانلي، فضلاً عن أنه لم يتبقي سوى أيام قلائل على صدور قرار وكالة التصنيف الإئتماني فيتش لتقييم تصنيف مصر وكذلك وكالة التصنيف ستاندرد آند بورز .
