تعد الفنانة ناهد الشريف من الفنانات اللاتي استطعن أن يتركوا بصمة فنية عالقة في أذهان الجمهور، قدمت خلال أعمالها الفنية أدوار الإغراء، الأمر الذي جعل الجميع يصفوها بالتهور الفني.
عانت ناهد الشريف من قسوة والدها منذ الطفولة وذلك نظراً لطبيعة عمله كضابط ، واستمرت معاناتها حتى وفاتها بالسرطان.
ولدت سميحة محمد زكي النيال، الشهيرة بـ ناهد الشريف، في محافظة الإسكندرية، وهي الأبنة الوسطى بين 3 فتيات.
انتقلت ناهد شريف مع عائلتها إلى القاهرة، لتعيش في حي الزمالك، وتلتحق بمدرسة “ليسيه” الفرنسية.
بدأت أزمات ناهد، بإصابة شقيقتها الصغرى بمرض شلل الأطفال، وكادت أن تصاب به أيضًا، لولا علاجها مبكرًا، ما جعله تعاني من صعوبة في تحريك يدها اليسرى.
في عمر 8 سنوات، تلقت ناهد شريف، صدمتها الجديدة، عندما فارقت والدتها الحياة، يوم زفاف شقيقتها الكبرى إيناس، لتصاب بحالة من الحزن لازمتها لفترات طويلة.
ولم تنتهي صدمات ناهد على ذلك، لتتلقي وهي في عمر الـ14 عاماً، صدمتها الجديدة برحيل والدها ضابط الشرطة.
بداية المشوار الفني للفنانة ناهد الشريف
بعد الصدمات المتتالية التي عاشتها الفنانة ناهد الشريف، حاولت الفنانة زبيدة ثروت أن تساعدها في الخروج من حالة الحزن التي كانت تعيشها، وقررت أن توجهها للوسط الفني خاصة وأنها تحلم من طفولتها بأن تكون مطربة مشهورة.
وبالفعل تعرفت على مدير التصوير وحيد فريد، الذي قدمها للفنان عبد السلام النابلسي، فمنحها دورًا صغيرًا، في فيلم “حبيب حياتي” سنة 1958، من إخراج نيازي مصطفى.
وبعد هذا الدور استطاعت ناهد أن تجذب انتباه الجمهور لها لتتوالى أعمالها الفنية التي لم تنتهي إلا برحيلها.
أزواج الفنانة ناهد الشريف
خلال حياتها ظلت تبحث عن حلم الأمومة الأمر الذي دفعها للزواج من أشخاص بفارق سن كبير بينهما قد وصل لنحو 25 عاماً.
فبعد وفاة والدها بنحو خمسة سنوات، وكانت آنذاك في عمر 18 سنة، قبلت ناهد الشريف الزواج من المخرج حسين حلمي، رغم فارق العمر بينهما 20 سنة، ليكون حسين هو الزوج الأول لها، إذ تعرفت عليه بعد عمل مشترك في فيلم “تحت سماء المدينة” عام 1961.
كمال الشناوي
بعد انفصال ناهد عن المخرج حسين حلمي، تزوجت من الفنان كمال الشناوي، عام 1973، ورغم أنه يكبرها بـ25 عامًا، قبلت أن تكون الزوجة الثانية له، قبل أن ينفصلا بعد ست سنوات، وقد تزوجا بعد فيلم “نساء الليل” الذي كان بطولة مشتركة بينهما.
فقد تزوجت ناهد شريف من اللبناني إدوارت جرجيان، الذى كان يصغرها فى السن، وأحبته و تزوجته، رغم أنه يحمل ديانة أخرى غير الإسلام، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة “لينا”.
وبعد سنوات قليلة من الزواج، وتحديداً أثناء اندلاع الحرب الأهلية في لبنان تخلص ادوارت من حياته بعد أن ألقى بنفسه من برج القاهرة، بعد معاناته من الإكتئاب آنذاك وفقًا لوسائل إعلام حينها.
مرض ناهد الشريف
استكمالاً لمعاناة ناهد الشريف في حياتها، فوجئت خلال عام 1979، إصابتها بمرض سرطان الثدي، وكانت تشعر بالوحدة بعدما تخلى زوجها عنها، وتركها في لبنان وحيدة، وقد انفقت كل أموالها آنذاك.
ورغم طلاقها من كمال الشناوي، إلا أنها لجأت إليه وأبلغته أنها بحاجة إلى إجراء عملية جراحية تستلزم السفر إلى الخارج خلال 48 ساعة، ليأخذ أوراقها، ويتمكن من الحصول على قرار علاجها على نفقة الدولة.
وبعد ذلك سافرت ناهد إلى السويد، ونجحت العملية، وعادت للقاهرة تمارس حياتها بطبيعية، قبل أن يهاجمها السرطان من جديد، وضرورة إجراء جراحة في لندن.
ولكي تستكمل ناهد تكاليفة رحلة العلاج، وافقت على العمل في الأعمال التجارية، إذ وافقت أن تظهر عارية في أحد الأفلام الممنوعة من العرض، وعندما سافرت طلبت من زوجها مرافقتها، إلا أنه استغلها في جمع المساعدات المالية بحجة علاجها.
وقررت ناهد أن تتخلص من زوجها بالطلاق منه، وبالفعل لجأت إلى السفارة المصرية، لتحصل على الطلاق من زوجها اللبناني، وبالفعل حصل الطلاق ووفرت لها السفارة شقة بميدان “ميدل سيكس”في لندن، وبعد قضائها 4 أشهر للعلاج عادت للقاهرة من جديد بعدما رأى الأطباء أن عودتها إلى القاهرة قد تفيد حالتها النفسية، خاصةً مع استحالة شفائها.
وفاة ناهد الشريف
قبل رحيل ناهد الشريف بيومين، زارتها الفنانة نادية لطفي، برفقة الفنان كمال الشناوي، وأوصتهم بأن تتولى شقيقتها الكبرى تربية ابنتها، وإجراء جنازة في أضيق الحدود.
ولم يمر يومين لترحل عن عالمنا في 7 إبريل 1981، عن عمر يناهزالـ43 عامًا، بعد معاناة مع السرطان لمدة 5 سنوات.
