محمود السباع.. عم سباخ الذي درس التمثيل في انجلترا وأمريكا واكتشف يوسف وهبي في الكوميديا.. بدأ حياته مذيعاً ولم يتزوج لسبب غريب

من بين نجوم الفن العربي، يبرز اسم الفنان المصري الراحل محمود السباع، رمزاً للإبداع والموهبة الفنية التي سرت في عروقه.

هو سبّاخ الدجال في فيلم البيضة والحجر، وابن سلول في الرسالة، وعطوة في حسن ونعيمة، قدّم أدوار الشر باحترافية كبيرة، وساعدته ملامحه في ذلك.

نشأة محمود السباع

ولد الفنان محمود السباع، في 24 يناير عام 1911، في أسوان، ودرس بمعهد التمثيل، وفور تخرجه سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الإخراج والتليفزيون

وعند عودته لمصر عمل مخرجا إذاعيا وتولى منصب مدير المسرح الكوميدي عام 1967

بداية محمود السباع الفنية

بدأ السباع مشواره الفني بعد إتمام تعليمه الثانوي، وأسس فرقة آمون المسرحية التي شكلت المسرحيات الأولى له، وتألق بأداء شخصية “عبد الستار أفندي” بشكل مميز.

وسافر لبريطانيا لدراسة الإخراج، ثم للولايات المتحدة لدراسة التليفزيون بجامعة بوسطن في ١٩٦٠، وعاد ليعمل مخرجا إذاعيا في ١٩٥٤وأخرج عدة تمثيليات للإذاعة، ثم مراقبا للتمثيليات بالتليفزيون، ثم عين مديرا للمسرح الكوميدى في ١٩٦٧.

وبعد تخرجه في معهد التمثيل في ١٩٣٣ التحق بالفرقة القومية للتمثيل، التي كان يديرها زكى طليمات، وقدم من خلالها عددا من المسرحيات، ومنها أهل الكهف

وعاد الفنان المصري محمود السباع إلى وطنه مصر متأهباً لترك بصمته في عالم الفن، وأظهر موهبته وإبداعه في ميادين متعددة، فقد كان ممثلاً متميزاً ومخرجاً مبدعاً.

محمود السباع يكتشف يوسف وهبي

كانت أول تجربة في التمثيليات التليفزيونية للسباع هي تمثيلية “هروب”، وكذلك تمثيلية “في الصيف” التي كانت أول تمثيلية أذيعت على التليفزيون، وهذه التمثيلية لها قصة طريفة تم نشرها في جريدة الأخبار بتاريخ 9 يوليو 1985.

إقرأ أيضا:

صور نادرة توثق رحلة يوسف وهبي السينمائية ولقطة غير متوقعة

فهذه التمثيلية كانت في الأصل من تأليف الفنان يوسف وهبي وكتبها كمسرحية كوميدية من فصل واحد وكان يسخر فيها من أولاد الذوات الذين اعتادوا قضاء الصيف في أوروبا، ولكن يفاجئهم زائر غريب يدخل في قلوبهم الذعر.

وأعجب محمود السباع بهذه الفكرة وحولها إلى تمثيلية تليفزيونية وأخرجها وأسند دور البطولة إلى يوسف وهبي، في هذه التجربة برهن يوسف وهبي أنه كوميديان تليفزيوني من الدرجة الأولى.

مناصب محمود السباع

في خلال عمل الفنان “محمود السباع” في الفن، عمل مذيعاً عام 1954، ثم شغل منصب كمراقب للمسلسلات بالتلفزيون المصري عام 1962

ثم تم تعيينه مديراً للمسرح الكوميدي عام 1967 ، وكلها مناصب رفيعة تؤكد قيمة وقامة الفنان الكبير في قلوب كل من في الوسط الفني

محمود السباع وعم سباخ

شكل محمود السباع شخصيات متنوعة عبر مسيرته الفنية الطويلة، حيث قدم نحو 70 عملاً فنياً تنوعت فيها الأدوار والشخصيات.

تميزت أدواره بالقوة والعمق، حيث كان يتمكن من تجسيد الشخصيات الطيبة والشريرة بمهارة فائقة.

أشهر الأعمال التي شارك فيها كانت مع زكي طليمات، منها مسرحيات “أهل الكهف”، “حسن ونعيمة”، و”احترسي من الرجال يا ماما”.

ولكنه تألق وازداد بريقه بدوره في فيلم “الرسالة” للمخرج السوري مصطفى العقاد، حيث جسد شخصية “عبد الله بن أبي سلول” ببصمته الفنية الخاصة.

من الأعمال الأخرى التي أضاءت سمعته فيلم “البيضة والحجر” مع أحمد زكي، حيث أدى دور “سباخ الدجال” ببراعة فائقة. وعرض الفيلم بعد رحيله لكنه لاقى نجاحاً كبيراً واستحساناً واسعاً.

مؤلفات محمود السباع

وكان للفنان محمود السباع تجربة في التأليف، حيث كتب عدداً من الأفلام السينمائية، منها “هدمت بيتي” و”غدر وعذاب” و”المرأة”.

وجميع هذه الأعمال حصلت على إشادة الجماهير والنقاد بسبب براعتها وكتابتها بطريقة أقرب للواقع

سبب عدم زواج محمود السباع

كشف محمود السباع خلال إحدى اللقاءات التلفزيونية أنه لم يتزوج طوال حياته، وقال إن ليس هناك سبب محدد لعزوفه عن الزواج

وقال: فكرة الزواج ما جتش في بالي أصلاً، ودي حاجة مضايقاني ومسببة لي ألم لأني مفتقد إن يكون عندي أولاد زي الناس ما هي عايشة حياتها .

آخر أعمال محمود السباع

مسلسل رحلة فى نفوس البشر آخر أعماله، والذي جاء بطولة زكى عبد المجيد، هالة فؤاد، سعيد عبد الغنى، وفادية عبد الغنى، وسامح السيد، وزوزو نبيل، ومن تأليف فتحى سلامة، وإخراج حسن سيف الدين.

ولم يمهله القدر لإكمال رحلة عطاءه الفنية التي امتدت لأكثر من نصف قرن

وفاة الفنان محمود السباع

توفى يوم 27 من فبراير لعام 1989م، تاركا وراءه تاريخا حافلا بالعديد من الأعمال المميزة التي لازلنا نشاهدها بنفس الشغف كما لو كانت تعرض للمرة الأولى بفضل موهبته الكبيرة التي قلما يجود علينا الزمان بمثلها

شاهد أيضا: