زمان يافنعربىمطربون ، مشاهير

ربى الجمال مطربة سورية حصدت لقب أعلى صوت نسائي في العالم.. تركت الطب من أجل الغناء ورحلت عن عمر يناهز 39

ت

ربى الجمال مطربة سورية حملت صوت خارق لم يسمع له مثيل، نالت جائزة ماريا كالاس في باريس في ثمانينيات القرن الماضي كأفضل قرار سوبرانو في العالم بعد أن حققت الفوز على أكثر من 30 مطربة أجنبية فحطّمت كل التوقعات.

 وحصدت لقب أعلى صوت نسائي في العالم، كما نالت عدة ألقاب أخرى في المهرجان كـ”سيدة الأناقة والرقي”، وأفضل “قرار سوبرانو” لتغني بعد ذلك على أهم مسارح العالم مثل اليلدزلار والكونكورد.

ربى الجمال
ربى الجمال

نشاة وميلاد ربى الجمال

ولدت ربى الجمال عام 1966، في مدينة حلب، والدها حلبي من أصول أرمينية ووالدتها من أصول لبنانية، اسمها الحقيقي  زوفيناز خجادور قره بتيان توفيت والدتها وهي طفلة في عامها الأول، انتقلت إلى الأردن وعاشت هناك في دير للراهبات وفي مرحلة المراهقة، بدأت تتعلم الموسيقا في الدير على يد أستاذ موسيقا روسي اكتشف صوتها وعلمها العزف على البيانو فكانت تغني مع الكورال.

مسيرة ربى الجمال الفنية

عادت في عام 1979 إلى سوريا مرة أخرى وبدأت مسيرتها الفنية في إذاعة دمشق حيث غنت على مسرح معرض دمشق الدولي ورغم إشادة الجميع بجمال صوتها إلا أن والدها أراد أن تدرس الطب فسافرت إلى فرنسا لتدرس فيها طب الأطفال وفي المساء كانت تغني في أحد فنادق باريس، وهناك تعرفت على مدير الأوبرا الفرنسية الذي رشحها للغناء في حفل تكريم المغنية ماريا كالاس وهي واحدة من أشهر مغنيات الأوبرا بقرار سوبرانو، وحينها حققت الفوز على أكثر من 30 مطربة أجنبية وحصلت على لقب أجمل قرار سوبرانو.

وعادت بعد ذلك إلى سوريا وفي بداية فترة التسعينات فتحت أمام الجمال جميع المسارح العربية وحصلت  على طبق ذهبي من وزير الثقافة  المصري بعد غنائها في دار الأوبرا نقش عليه عبارة “ربى الجمال صاحبة أفضل صوت نسائي في الوطن العربي”، كما حصلت على شهادة من مسرح الكونتيننتال في باريس، بالإضافة إلى فوزها بجائزة الميكرفون الذهبي.

ربى الجمال
ربى الجمال

وفاة ربى الجمال

وكانت آخرُ حفلات الجمال في عام 2005 حيث دخلت المسرح وبدأت الغناء وأبدت استياءها بأنها لم تكن تسمع صوتها جيداً وبعد أول ثلاث أغنيات أدتها بشكل ممتاز بدأت تتوتر في الرابعة وبدأت تفقد اتزانها وفي منتصف الحفل، رمت الميكروفون وغادرت المسرح فتعثرت بفستانها أثناء خروجها وأصيبت بنوبة عصبية فتم نقلها إلى المستشفى، ثم عادت إلى بيتها في دمشق لتعزل نفسها عن الجميع، إلا إنها عادت إلى المستشفى بعد إصابتها بسكتة دماغية توفيت بعدها بأيام عام 2005.

ربى الجمال على مسرح الأوبرا بالقاهرة

ذهبت الجمال إلى القاهرة عام 1995 وظهرت على مسرح دار الأوبرا المصرية لأول مرة أثناء مشاركتها في المهرجان الرابع للموسيقا فأبهرت الجميع ووقف الجمهور يصفق لها ربع ساعة متواصلة بعد أن غنت “افرح يا قلبي” مع الفرقة القومية للموسيقا العربية بقيادة سليم سحاب بعد أن أدتها بشهادة كبار النقاد الموسيقيين بشكل لم يسبقها إليه أحد من المطربات اللواتي غنين لأم كلثوم.

وبعد هذه الحفلة تمت دعوة ربى الجمال مرة أخرى إلى دار الأوبرا، لتشارك بمناسبة  تأبين محمد عبد الوهاب فحضرت برفقة وديع الصافي ليؤديا حوارية “مجنون ليلى” على غرار أسمهان وعبد الوهاب.

وفي عام 1998وقفت على خشبة مسرح  مهرجان قرطاج بتونس وكعادتها أذهلت الجمهور بصوتها الذي وصفته الصحافة التونسية بالصوت الكلثومي عيار 24 وهي التي أبدعت بأداء أغنيات أم كلثوم خلال مسيرتها الفنية وتميزت الجمال بالتفاريد القوية أثناء أدائها لأغاني أم كلثوم فكانت تتمرد على اللحن وتعرّب على مزاجها.

ربى الجمال
ربى الجمال

لم تكتف ربى الجمال بالغناء للآخرين، حيث غنت أغنيات خاصة من ألحان: وديع الصافي، رياض البندك، سهيل عرفة، نجيب السراج، صفوان بهلوان، سعيد قطب، ماجد زين العابدين، فاروق الشرنوبي، وكانت من أوائل السوريين الذين عرفوا قيمة شعر نزار قباني الغنائية، فغنت له قصيدتين.

كما ظهر تعلقها بسوريا من خلال الأغاني الوطنية التي أدتها بأسلوبها الخاص حيث غنت عدداً من الأغاني منها “كم لنا من ميسلون أو يا عروس المجد” بمناسبة الجلاء الفرنسي عن الأراضي السورية، ولم تنس ابنة حلب أن  تغني الموشحات الحلبية واستطاعت أن تلوّن موشح “نسيمات الصبا” وتخرجه برصانة وتلوينات جميلة، ويعد “فاكر ولا ناسي” ألبومها الرسمي الأول والذي ضم ست أغان، تعاملت فيه مع عدد من الملحنين منهم عماد سليم وفاروق الشرنوبي، وحققت أغنيتها “صعبها بتصعب” نجاحاً كبيراً.

ورفضت تصوير فيديو كليب لها كما كان دارجاً في منتصف التسعينات وكانت تقول دائماً إنها لا تحب الفيديو كليب ولا ترى نفسها فيه لأنها كانت تعتبره فقط من أجل عرض الأزياء والأجساد على الشاشة وكأنه سوق للرقيق يتم فيه التنافس لإظهار المفاتن فقط ولا يمت للفن بأي صلة ولهذا ظلت مبتعدة بشكل كامل عنه.

وفي عام ٢٠٠٥ سجلت الجمّال ألبومها الثاني الذي حمل اسم ليالي عمر وضم أربع أغاني كتبها ولحنها الملحن  ماجد زين العابدين.

ربى الجمال
ربى الجمال

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى