يعتبر عمر فتحي واحدا من الفنانين الشباب المميزين الذين تركوا أثرا كبيرا في عالم الموسيقى قبل وفاته المأساوية، وامتازت أغانيه بالأسلوب الفريد، حيث كان أول من أدخل القميص والبنطلون إلى عالم الموسيقى في مصر، مستخدما اللون الشبابي الجديد في أنغامه وكلماته، وترك وراءه مجموعة من الأعمال الفنية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم.
عمر فتحي رمز الأغاني الشبابية
رغم انتقاله المبكر، استطاع عمر فتحي أن يحقق شهرة كبيرة في فترة وجيزة من خلال الأغاني القليلة التي أصدرها. أكسب صوته الدافئ العديد من المحبين والمعجبين، وأصبح رمزا للأغاني الشبابية في تلك الفترة. ليس فقط في الموسيقى، بل أيضا في عروضه التلفزيونية، تميز فتحي بموهبته الفريدة وأنغامه الجذابة، مما جعله يترك بصمة قوية في مجتمع الفن.
على الرغم من أن حياته الفنية كانت قصيرة، إلا أن عمر فتحي استطاع أن يصنع فارقا كبيرا في عالم الموسيقى.
يعتبر وفاته في سن مبكرة أمرا مؤسفا، حيث توفي بسبب خادمته في ظروف غامضة، ورحيله ترك فراغا كبيرا في المجتمع الفني. تستمر أغانيه وأعماله التلفزيونية في إلهام وتأثير العديد من الفنانين الشباب حتى اليوم.
من هو عمر فتحي؟
محمد عبد المنعم عبد الله جوهر الحجاجي، المعروف باسم “عمر فتحي”، كان فنانا مشهورا. ولد في 11 فبراير 1952 في القاهرة، وكان أصوله من محافظة الأقصر بمصر. توفي في 31 ديسمبر 1986، وكرس حياته للفن وترك تأثير كبير في قلوب الجمهور.
حاز عمر فتحي على عدة ألقاب، مثل “نجم الشباب” و “صوت المرح”. وقد أطلق عليه صلاح جاهين لقب “ألفة الجيل”. وكان الأول الذي قدم الأغاني بالقميص والبنطلون، وليس بالبدلة كما كان يعتاد فناني جيله.
نشأة المطرب عمر فتحي
محمد عبد المنعم الشهير بـ”عمر فتحي” نشأ في محافظة القاهرة لأسرة من محافظة الأقصر، وتأثر عمر بوالده الذي كان مهندسا في السكك الحديدية ويتمتع بصوت جميل وعذب، وورث من والده حلاوة الصوت، وبدأ يشعر بهذه الموهبة أثناء دراسته بالمرحلة الثانوية.
بعد أن عرف عمر فتحي بموهبته خلال دراسته في الثانوية، بدأ يغني في حفلات المدارس واستمر في ذلك حتى بعد التحاقه بالجامعة حيث حصل على درجة البكالوريوس في الزراعة.
كان عمر يحب الاستماع للسيدة أم كلثوم والمطرب محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى اهتمامه بالأغاني الهندية التي تميزت عن الأغاني الشرقية، وبسبب هذا الاهتمام، سمي عمر بـ”محمد الهندي”.
غنى عمر فتحي في حفلات الجامعة وحفلات الجيش أثناء فترة خدمته العسكرية. وقبل أن ينتقل إلى الاحتراف، قرر عمر الحصول على شهادة البكالوريوس أولا، ثم التفرغ للغناء، ودرس في المعهد العالي للموسيقى العربية.
موضوعات تهمك.. قصة أغنية تسببت في بكاء فريد الأطرش بشكل مستمر ولم يستطع غنائها
صلاح جاهين يساند عمر فتحي
بعد أن التحق عمر فتحي بالمعهد العالي للموسيقى العربية ودرس الموسيقى، قرر الانضمام إلى الخدمة العسكرية. في هذه الفترة، تعرف على محمد منير وعلي الحجار وبدأ يقوم بإحياء حفلات للمجندين.
بعد انتهاء فترة خدمته العسكرية، شق عمر طريقا جديدا كفنان، وانضم إلى فرقة الفنون الشعبية مع“ علي رضا”، ثم انضم إلى فرقة المصريين مع الموسيقار هاني شنودة. وفي عام 1977، أصدر أول أغنية له بعنوان“ اتقابلوا ناس كتير ”.
تم اكتشافه من قبل الشاعر عمر بطيشة والمخرج فتحي عبد الستار، اللذان أعطوه اسمهما الأولى ليكون له اسم فني. قدمه المخرج فتحي عبد الستار للتليفزيون وأقترح أن يعمل في مسلسل“ سفينة العجايب”.
ثم قرر صلاح جاهين مساندته بعدما لاحظ موهبته، وألحن له سيد مكاوى. قدم عمر عدة أغان لا تنسى مثل “ ابسط يا عم”،“ على فكرة”،“ على إيدك”،“ على قلبي ”و“ عجبا لغزال قتال”.
تفاصيل مرض عمر فتحي
بدأ المطرب الراحل عمر فتحي مشواره الفني عام 1977 وقدم أغنيته الأولى ” اتقابلوا ناس كتير “، بعد ثلاث سنوات من ذلك، تعرض لإصابة في القلب وكان يعاني من ضيق في الشريان التاجي.
وعلى الرغم من تحذير الأطباء من أنه يجب عليه الراحة وعدم المجهود بسبب خطورة حالته القلبية، إلا أن عمر لم يتوقف عن العمل وظل يجهد نفسه دون الالتفات لتعليمات الأطباء.
سبب وفاة عمر فتحي
سافر عمر إلى أمريكا لتلقي العلاج وتمت توصيته بضرورة الراحة. ومع ذلك، بعد عودته إلى مصر، عاد للعمل واستمر في الجهود الشاقة حتى تعرض لأزمة صحية مؤلمة تسببت في وفاته. السبب وراء هذه الأزمة هو خادمته الذي اكتشف أنها كانت تسرقه. في إحدى المرات، أحس عمر وهو نائم أن هناك شخصا خارج الشقة، لذا خرج واكتشف أن خادمته تسرق ممتلكاته، وتعرض لحالة من الغضب الشديد وتوفي في تلك اللحظة.
