عربىمشاهير

“لطفي لبيب” .. “الصعيدي” الذي ترك “الزراعة” من أجل الفن .. 6 سنوات خدمة بالجيش ولديه مذكرات “بطل”

نشأ منذ الصغر على حب المعرفة والاطلاع، إلى درجة إجادته التحدث باللغة العربية الفصحى من خلال قراءته القرآن الكريم، رغم أنه يدين بالمسيحية. تلك التركيبة انعكست عليه خلال دراسته في المرحلة الابتدائية، وشعر بميله إلى خوض تجربة التمثيل.

وتصدر الفنان الكبير لطفى لبيب محركات البحث العالمية تويتر وجوجل وانستغرام وفيسبوك ويوتيوب مؤخرا وسط حالة من الحزن والاسى التى سيطرت على الجهور بعد اعلانه اعتزال العمل الفنى.

واظهر خلال اتصال هاتفى مع الاعلامى وائل الابراشى فى برنامج التاسعة المذاع عبر فضائية الاولى المصرية انه قرر اعتزال العمل الفنى وذاك بعدما تعرض للاصابة بجلطة في المخ أثرت على حركته، وأصابته بشلل في الجانب الأيسر معقبا ” اشعر بعد المرونة والتوافق الذهنى”

ونشأ الفنان لطفي لبيب منذ الصغر على حب المعرفة والاطلاع، إلى درجة إجادته التحدث باللغة العربية الفصحى من خلال قراءته القرآن الكريم، رغم أنه يدين بالمسيحية. تلك التركيبة انعكست عليه خلال دراسته في المرحلة الابتدائية، وشعر بميله إلى خوض تجربة التمثيل.

وفي تلك الفترة التحق بمسرح المدرسة الابتدائية، وهي الموهبة التي ظلت بداخله حتى أنهى تعليمه الثانوي، ليفضل إصقالها بالدراسة في المعهد، إلا أن والده رفض توجهه، ما اضطره إلى الالتحاق بكلية الزراعة في جامعة أسيوط، لكنه أصر على حلمه حتى استطاع الفنان لطفي لبيب إثبات نفسه داخل الوسط الفني.
في 18 أغسطس 1947 وُلد لطفي لبيب في مدينة الفشن ببني سويف، التابعة وقتها لمحافظة المنيا، وهو الابن الثالث من أصل 4 أبناء، ووالده كان يعمل في أحد البنوك، قبل أن ينتقل بأسرته إلى الإسكندرية، و على نقيض «الشقاوة» التي تمتع بها في تلك السن إلا أنه كان محبًا للمعرفة، لدرجة إجادته التحدث باللغة العربية من خلال قراءته للقرآن الكريم، رغم أنه مسيحي.


وانعكست هذه التركيبة عليه خلال دراسته في المرحلة الابتدائية، حينها شعر بميله لخوض تجربة التمثيل، حتى التحق بمسرح المدرسة، ورغم عشقه للفن في تلك الفترة، ورغبته في تنمية موهبته وإصقالها بالدراسة، إلا أن والده رفض توجهه، ليضطر إلى الالتحاق بكلية الزراعة في جامعة أسيوط.
لم يتحمل أجواء الدراسة بكلية الزراعة لأكثر من عامين، ليقدم أوراقه مباشرةً في المعهد العالي للفنون المسرحية، وهو ما اعترض عليه والده مجددًا، لكنه أكمل تعليمه دون علمه، إلى أن وافق في سنوات دراسته الأخيرة، وكان من زملائه الفنانون محمد صبحي ونبيل الحلفاوي ويسري مصطفى وهادي الجيار وشعبان حسين.
وبعد التخرج في المعهد، عام 1970، أكمل «لطفي» مشواره التعليمي بدافع «عشقه للثقافة»، ليلتحق بكلية الآداب قسم فلسفة واجتماع بغرض المعرفة، وهو ما تزامن مع أدائه للخدمة العسكرية حتى حصل على الليسانس.
وتعتبر مرحلة تجنيده بالجيش المصري من أبرز محطات حياته، وهو من قضى 6 سنوات ونصف السنة كجندي في سلاح المشاة، ضمن «الكتيبة 26» التي عبرت قناة السويس يوم 6 أكتوبر، وروى في برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»: «حضرت استعدادات العبور، وأول من استُشهد في العبور كان سيد عبدالرزاق، وقبل ما يموت قال حد ياخد مكاني يا جماعة».


كما كان قريبًا من الشهيد أحمد حمدي، خلال استشهاده بقذيفة إسرائيلية على الكوبري الذي صنعته القوات المصرية للعبور إلى الجبهة الثانية من القناة، مشيرًا إلى أنه كان بطلًا في المعركة، ولم يكن يخاف الموت.
ودوّن «لطفي» كل تفاصيل فترة تجنيده، حتى أصدر كتاب «الكتيبة ٢٦»، وهي عبارة عن قصة درامية من واقع حرب أكتوبر، وكل أمنيته أن تتم ترجمة ذلك العمل الأدبي إلى فيلم سينمائي يجسد روح معركة العبور، قائلاً: «أكتوبر الحقيقية لم ينجح أي عمل سينمائي في نقلها للناس حتى الآن».
وبعد انتهاء فترة تجنيده بالجيش المصري رشحه الفنان الراحل سعد أردش لتأسيس مسرح دبي القومي، وهو ما وافق عليه وسافر إلى هناك مباشرةً، وأقام في دولة الإمارات العربية المتحدة لعدة سنوات حتى «كانت له الريادة في ذلك المسرح»،حسب قوله.
وهناك أخرج «لطفي» أول عروضه المسرحية «التركة» لنجيب محفوظ، وبعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات عاد إلى مصر مشاركًا في تمثيل مسرحية «المغنية الصلعاء»، بجانب أعمال أخرى.

ومن النصف الثاني من الثمانينيات وحتى أواخر التسعينيات شارك في أعمال فنية عدة، لكن دون تأثير حقيقي، على رأسها أفلام «الستات» و«إنذار بالطاعة» و«البحر بيضحك ليه» و«النوم في العسل»، ومن أبرز أعماله الدرامية في تلك الفترة مسلسلات «ضمير أبلة حكمت» و«أرابيسك» و«زيزينيا» و«الرجل الآخر».
وبدءًا من عام 2001 أصبحت مساحات أدواره أكبر مما كان يُسند إليه مسبقًا، وهو ما اتضح في فيلم «جاءنا البيان التالي» الذي جسد فيه شخصية «فخري»، ثم أتبعه بعدة أعمال سينمائية، على رأسها «عايز حقي» و«صايع بحر» و«الباشا تلميذ» و«يا أنا يا خالتي»، ووصولاً حتى «السفارة في العمارة»، الذي يعتبره أكثر عمل حقق له شهرة وحضورًا وسط الجمهور، مجسدًا فيه دور «ديفيد كوهين السفير الإسرائيلي».


وأوضح الفنان لطفي لبيب أن عادل إمام هو من رشحه لتجسيد شخصية السفير الإسرائيلي، راويًا أن «الزعيم» اتصل بزوجته للسؤال عنه، لكنه صادف أن كان بالخارج وقتها، وفور عودته إلى المنزل تواصل معه وتم الاتفاق، والطريف أن عدد مشاهد «لطفي» في فيلم «السفارة في العمارة» 5 فقط، وتم تصويرها في ظرف 3 أيام فقط، رغم ذلك يعتبر العمل فاتحة خير عليه، وارتفع أجره بعدها في السوق، حسب روايته.
وجاءت الشعبية الكبيرة التي حققها بعد سنوات طويلة من انتظاره، دون أن يكون بطلًا في أي عمل فني، بخصوص ذلك يقول عن نفسه: «أنا وحسن حسني وصلاح عبدالله بلغة الكرة نعد من فناني خط الوسط في السينما المصرية، وجودنا مهم للعمل رغم أننا لسنا الأبطال، وقديمًا كان هناك فنانون كثيرون في خط الوسط، لكنهم اليوم أقل عددًا».
يقضي «لطفي» أغلب أوقاته بعيدًا عن الفن في الكتابة، واحترفها لمدة عام ونصف مواظبًا على كتابة مقال لإحدى الصحف، إلا أنه انقطع مبررًا: «الفن والصحافة كلاهما كالفريك لا يحبان الشريك، فقررت اختيار الفن واكتفيت بالكتابة كهواية، لأن الفنان الحقيقي يعيش في ذاكرة الناس أطول من الكاتب، لوجود أفلام تخلدهم وتصل للناس جميعًا».


وفي عام 2017 أنهى كتابة أول مسلسل من تأليفه، لكنه لم يحدد اسما للعمل، وروى عن القصة: «عن السيدة ليليان تراشر من ولاية فلوريدا، يأتيها عقد عمل كمدرسة في المدرسة الأمريكية في محافظة أسيوط بصعيد مصر عام 1910، وتعيش في مصر حتى وفاتها عام 1964، يخرج في جنازتها 15 ألف مواطن مصري يبكونها قائلين ماما».
وتابع: «قال عنها طه حسين إنها جاءت إلى مصر فمصرتها شمسها، وقال عنها سلامة موسى إنها الهلال والصليب الأحمر لجرحى الحوادث والحروب، أما ليليان فهي لجرحى الحياة، هى صاحبة أول زيارة لجمال عبدالناصر ومحمد نجيب بعد ثورة 1952، هي من قامت بتجديد الجمعية الخيرية الإسلامية في أسيوط، وهي من الشخصيات التاريخية وليست من اختراعي».
ويرفض «لطفي» الحديث عن حياته الشخصية، لكنه أفصح عن أنه متزوج وله 3 أبناء و4 أحفاد، مضيفًا: «بناتي يفضلن الابتعاد عن الشهرة وأنا أعشق جو العائلة، وأخصص يوم الجمعة لأسرتي وأقضيه في اللعب مع أحفادي».
وفي السنوات الأخيرة، قلت مشاركاته الفنية نتيجة تدهور حالته الصحية، وكشف، خلال حلوله ضيفا ببرنامج «التاسعة» عبر قناة مصر الأولى، أنه يعاني من آثار جلطة في المخ، أفضت إلى تعطل الجانب الأيسر من جسده: «لست في كامل رونقي لكنني لن أعتزل».

تابع كل النجوم على تطبيق نبض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى