ثلاثي أضواء المسرح..اجتمعوا على حب الفن ولم يفرقهم سوى الموت

فرقة استعراضية من أشهر الفرق وأكثرها قربًا لقلوب المشاهدين، اجتمع الجمهور على حبها وكذلك العائلات، ففي كل بيت ارتسمت ضحكة كان سببها هذه الفرقة.

“ثلاثي أضواء المسرح” ليس مجرد لقبًا أو اسمًا أُطلق عليهم، بل كانوا سببًا في إضاءة الفن وتوهجه ورونقه، وكانوا أصحاب حكايات خُلدت في تاريخ السينما وعُلقت في أذهان الجميع.

كيف التقى ثلاثي أضواء المسرح

كُتب أول سطر في الحكاية في ستينيات القرن العشرين، فكان صاحب الفضل في تكوينها هو “محمد سالم” ولكنَّ الدعامة الأساسية والسبب في ظهور الثلاثة معًا كان “جورج سيدهم”، أما المدير الفني للفرقة فكان “الضيف أحمد”.

جورج سيدهم البطل الأول للفرقة

جورج سيدهم كان طالبًا بكلية الزراعة جامعة عين شمس، من مواليد محافظة سوهاج 1938، ومنذ البداية كان عاشقًا للمسرح، فشارك في حفلات السمر، وذات يوم ظهر في برنامج “مع الناس” وقوبل ظهوره على شاشة التليفزيون بالإعجاب الشديد، ونتيجة لظهوره المميز على الشاشة طُلب منه تقديم فقرة جديدة، من قِبل “فؤاد” نجل ماري منيب والذي كان يشاهده وأعجب بأدائه.

وفي طريقه قابل بالصدفةِ “سمير غانم” وعرض عليه أن يظهر معه في المرة القادمة ووافق سمير وبالفعل قدموا معًا فقرة “سلامات حول العالم” ونجحت نجاحًا مبهرًا فطلب “فؤاد” أن يقدموا فقرة جديدة.

عرض جورج على صديقه “عادل نصيف” أن يشاركه و “سمير غانم” في العرض القادم ووافق وقدموا “الشحاتين حول العالم” وشاهدهم المخرج “محمد سالم” فعرض عليهم أن يقدموا فقرات في برنامج “أضواء المسرح” فوافق جورج وسمير إلا أن عادل اعتذر نظرًا لانشغاله في وظيفته الحكومية.

سمير غانم وبدايته مع أضواء المسرح

ولد سمير غانم عام 1937 بمحافظة أسيوط، درس في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، وهناك كانت بدايته الفنية، حيث التقى بكلا من عادل نصيف و وحيد سيف،  وشكلا معًا فرقة اسكتشات غنائية تقدم عروض على المسرح في الإسكندرية.

ولكن لم يُكتب للفرقة أن تكتمل، حيث انسحب وحيد سيف لأنه لم يكن في استطاعته السفر إلى القاهرة وترك مدينة الإسكندرية، حيث كان يدرس بكلية الآداب ويعمل موظفًا، كما انسحب عادل نصيف حيث أكمل دراسته العليا وسافر إلى بلجيكا.

وبعد تجربته مع وحيد سيف وعادل نصيف، كان جورج سيدهم قد اشتهر في القاهرة بالفعل، فالتقاه سمير غانم وعملا معًا.

رحلة البحث عن الهيكل الثالث للفرقة

بحثا جورج وسمير عن شخصٍ ثالث ليحل محل عادل نصيف، وأثناء سيرهم قابلوا “أحمد ضيف” صدفةً وعلما بأن له نشاط في حفلات السمر، حيث ظهرت موهبته في التمثيل أثناء دراسته في الجامعة وحصل على عدة جوائز عن أدواره في مسرح الجامعة.

عرضا عليه أن يشاركهم وبالفعل ذهبوا به إلى “محمد سالم” لكنَّ محمد سالم لم يوافق على أن يحل الضيف أحمد محل عادل نصيف، لكنه وافق على وجوده -موقتًا- حتى يعثروا على بديل غيره، وقدموا اسكتش “كوتوموتو” ونجح على وجه غير متوقع .

وفي فترة قصيرة أثبت الضيف أحمد موهبته ونجح في أن يُثير إعجاب الجميع وكتب أعمالا كثيرة للفرقة، حتى أصبح المدير الفني لها، وجمعهم معًا طابعهم الكوميدي وروحهم الخفيفة وانسجامهم معًا وحبهم الطاغي للفن.

وكونوا أول فرقة استعراضية غنائية عام 1967، وشاركوا في العديد من الأفلام والعديد من المسرحيات.

العقل المدبر لثلاثي أضواء المسرح

ولد بمدينة تمى الأمديد بمحافظة الدقهلية 1936، ظهرت موهبته خلال سنوات دراسته بالجامعة، وأخرج عدة أعمال وحصل على عدد من الجوائز، وكانت بدايته الفنية من خلال فرقة ثلاثي أضواء المسرح، قدم عن طريق الفرقة عدد من الاسكتشات الغنائية والمسرحيات الكوميدية.

انطفأ أول ضوء للفرقة بعد وفاته، حيث توفي عام 1970، وعلى الرغم من أن نشاط الفرقة قل بعد وفاته إلا أن سمير غانم وجورج سيدهم شاركوا معًا في عدة أعمال مثل مسرحية “المتزوجون” والتي لاقت نجاحًا كبيرًا.

ثم انطفأ الضوء الثاني “جورج سيدهم” حيث أُصيب بجلطة كانت سببًا في توقف نشاطه تمامًا إلى أن رحل عام 2020 ومن بعده بعامٍ واحد انطفأ الضوء الأخير “سمير غانم” عام 2021 لينتهي تاريخ الفرقة ولكن تبقى أعمالهم وأدوارهم متوهجة وسببًا في رسم الضحكات على وجوه الجماهير.

مواقف جمعت بين الضيف أحمد وسمير غانم

في أحد لقاءات سمير غانم صرح عن تفاصيل اللحظات الأخيرة للضيف أحمد، قالًا: “الضيف أحمد قبل وفاته كان يُخرج رواية (كل واحد وله عفريت)، وسافرنا إلى الأردن لحضور أحد الحفلات، وكان الضيف أحمد في الطائرة مُصممًا على حضور كل أعضاء الفرقة بروفات المسرحية”.

كما ذكر أن الضيف أحمد جسد دور شخص ميت في النعش في البروفات الأخيرة لمسرحية “الراجل اللي جوز مراته” وبعدها توفي مباشرة، فتحول المشهد التمثيلي إلى حقيقة مؤلمة.

أعمال الفرقة

قدما عددًا كبيرًا من الأدوار المسرحية والسينمائية.

في المسرح “طبيخ الملائكة، فندق الأشغال الشاقة، حواديت، كل واحد وله عفريت، الراجل اللي جوز مراته، موسيكا في الحي الشرقي، جوليو ورومييت، المتزوجون، أهلا يا دكتور”

في السينما “شاطئ المرح، 30 يوم في السجن، فرقة المرح، القاهرة في الليل، منتهى الفرح، رحلة السعادة، الزواج على الطريقة الحديثة، شنطة حمزة، المجانين الثلاثة، العميل 77، نشال رغم أنفه، لسنا ملائكة، شباب مجنون جدا، أفراح، حلوة وشقية، واحد في المليون، الشقيقان، الحرامي”