جورج أبيض أطلق عليه رائد المسرح المصري، ولد في بيروت وهاجر إلى مصر وهو في الـ18 من عمره، بعد هجرته عمل بسكك حديد الإسكندرية، قدم مايزيد عن 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة خلال عشرين عاما، وقدم أول فيلم غنائي مصري
نشأة وميلاد جورج أبيض
ولد اللبناني جورج أبيض فى 5 مايو 1880م في العاصمة اللبنانية بيروت، كان كبير الأسرة أول الأبناء في أسرة متدينة تعمل في المجال الديني.
كانت دراسته بالفرنسية التي تعلمها خلال وجوده في مدرسة الفرير، وبعد ذلك دخل مدرسة الحكمة، وتعلم منها اللغة العربية، وقدم حفل مدرسته السنوي للخريجين من خلال دور في مسرحية “القروش الحمراء “ وكان حاضرا الممثل الفرنسي “جان فريج”.
دراسته وبدايته الفنية
انتهي من تعليمه الأساسي والتحق بمعهد اللاسلكي، وحصل على دبلوم التلغراف، مما أهله للعمل في شركة السكة الحديد ببيروت، إلا أنه قدم استقالته وهاجر إلى مصر وهو في عمر 18 عاما.
خلال عام من هجرته إلي مصر عمل جورج أبيض بسكك حديد الإسكندرية، وانضم لعضوية نادي خريجي كلية سان مارك وقدم عليها مسرحية “القروش الحمراء” للمرة الثانية، وأشاد به القنصل الفرنسي.
أرسله الخديوي عباس لدراسة الفن في باريس
وبعد ذلك انشأ جورج أبيض فرقة مسرحية من أعضاء نادي سان مارك في 1902، ووجه دعوة للخديوي عباس حلمى الثانى إحدي عروضه المسرحية في 1904، وقدم مسرحية سياسية مترجمة تحت عنوان “برج الهائل”، و أعجب بها الخديوي وبموهبته ييقرر إرساله لدراسة الفن في فرنسا.
رائد تمصير المسرح
أثناء بعثته في باريس التحق جورج أبيض بالكونسرفتوار ودرس التمثيل والإخراج والموسيقى، عاد إلي مصر عام 1910 ومعه فرقة فرنسية تحمل باسم “جورج أبيض”، قدم من خلالها 6 مسرحيات على مسرح الحمراء بالإسكندرية، ثم على مسرح الأوبرا الخديوية بالقاهرة.
وحضر الخديوي عباس حلمي الثاني عرض “لويس الحادي عشر”، وألقى جورج النصوص المسرحية بالفصحى في إيقاع موسيقي أقرب إلى اللغة الفرنسية مما جعله ظاهرة جديرة بالإعجاب.
وفي سبيل ذلك طلب الزعيم سعد زغلول، وزير للمعارف آنذاك، من جورج تأليف فرقة مسرحية وتمصير المسرح وإحلال اللغة العربية محل الفرنسية، لتوعية الشارع المصري.
وبعد طلب الزعيم سعد زغلول استغني جورج أبيض عن الفرقة الفرنسية وعمل فرقة مصرية في عام 1912، وبعد ذلك قدم أول مسرحية شعرية عربية في دار الأوبرا من فصل واحد بعنوان “جريح بيروت” تأليف الشاعر حافظ إبراهيم وخصص دخلها لإعانة المنكوبين في معركة بيروت، وقدم مع فرقتيه أكثر من 130 مسرحية مترجمة ومؤلفة طوال عشرين عاما.
رسخ جورج أبيض قواعد فن المسرح والملصقات الدعائية للعمل الفني فطبع برنامجاً فنياًّ خاصاً بكل حفلة، وتقيد بموعد ثابت لرفع الستار، وظهر لأول مرة الممثل المدرب بأسلوب علمي، واهتم بالملابس المناسبة بطبيعة زمان ومكان وديكورات مناسبة للعرض المسرحي، وجعل للممثلين رواتب ثابتة، واهتم بالمعايير الفنية والتقنية، المتبعة في المسرح الأوروبي.
أول فيلم غنائي مصري
أسس جورج أبيض معهد التمثيل في مصر 1932، وقدم أول فيلم غنائي مصري بعنوان “أنشودة الفؤاد” 1932، وظهر في عدد قليل من الأفلام بعدها.
أول نقيب للممثلين المصريين
انتخب جورج أبيض عام 1943، نقيب للممثلين فى مصر، وكان أول من تولي هذا المنصب، وعُين أستاذ للتمثيل والإخراج بالمعهد العالي لفن التمثيل عند افتتاحه في 1944.
وحصل على رتبة البكوية من الدرجة الأولى، من الملك فاروق عام 1945، وتم تكريمه من الدولة بعمل تمثال نصفي في المعهد العالى للفنون المسرحية، وآخر بالمسرح القومي، وسُمي مسرح الأزبكية باسمه في عام 1972.
أسلم وأسرته قبل وفاته
تزوج الفنان القدير جورج أبيض وعمره 43 عام من الفنانة دولت أبيض عام 1923 ورزق بابنته الوحيدة سعاد، وأعلنوا إسلامهم في عام 1953، وتوفي في 21 مايو 1959 عن عمر يناهز 78 عاماً.
